من هنا تنطلق “لنبني”، ليس كفكرة فقط، بل كمشروع وطني يحلم بمستقبل تُرسم ملامحه بأنامل النساء السوريات، وتُحكى تفاصيله بأصواتهن، وتجتمع فيه الجهود من كل زاوية من زوايا الوطن وخارجه. نروي القصص التي لم تُروَ، ونُعيد صياغة الصورة التي لطالما غيّبت حضور المرأة السورية الحقيقي، المتنوع، والقوي.

نحتفي بإبداع النساء في القرى والمدن، في البيوت والجامعات، في ساحات العمل والمبادرات المجتمعية. نضيء على إنجازاتهن الصغيرة والكبيرة، على صمودهن في وجه الحرب واللجوء، وعلى مشاركتهن الفعّالة في النهوض بالحياة رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

نؤمن أن المرأة السورية، مهما تعاقبت الأزمات وتكاثفت الصعوبات، ما زالت تملك الكلمة، وتُحسن التعبير عنها. تملك القوة، وتُجيد تحويلها إلى فعل. وتملك التأثير، الذي يُحدث فرقًا في واقعنا الجماعي، لا الفردي فقط.

“لنبني” هي دعوة إلى التوثيق، إلى أن نكتب التاريخ بأنفسنا، وبأقلامنا. هي دعوة إلى التمكين، ليس كفعل خارجي، بل كمسار داخلي يعزز الثقة بالنفس، ويخلق فرصًا حقيقية للنساء في التعليم، في الاقتصاد، في الثقافة، في الإعلام، وفي كل ميدان.

هذه المنصة هي نواة مؤسسة طموحة، تطمح لأن تكون مظلة وطنية جامعة، تمتد لتصل إلى كل امرأة سورية، أينما كانت، وتحتضن صوتها، وهمّها، وحلمها. هي مساحة آمنة للتعبير والتواصل، لبناء شراكات نسائية، مجتمعية، ومؤسساتية، تُسهم في صنع السياسات وتغييرها.

معًا، نؤسس لمساحة لا تُقصي أحدًا، بل تستوعب التنوع السوري بألوانه ولهجاته وتجارب نسائه. معًا، نُحرك المياه الراكدة، ونفتح نوافذ للأمل، ونرسم خرائط جديدة لمجتمع عادل يضمن الحقوق والكرامة للجميع.

لنبني… لأن سوريا تستحق أن تنهض